كيف تحمين طفلك من السمنة؟

من طرف noursin الجمعة 28 ديسمبر 2007, 7:30 pm

كيف تحمين طفلك من السمنة؟

--------------------------------------------------------------------------------

البدانة هي زيادة الطبقة الدهنية المختزنة تحت الجلد وداخل الجسم وعلى
الرغم من عدم وجود حد فاصل معين بين الغذاء الطبيعي والغذاء المفرط فيه
فيمكننا من الناحية العملية اعتبار الطفل بديناً بالاستناد إلى مظهره
الخارجي أكثر من الاستناد إلى أية زيادة كيفية في وزنه وبصورة عامة يمكننا
اعتبار الطفل بديناً إذا كان وزنه يزيد 15% عن وزن الطفل العادي الذي يبلغ
نفس الطول وله نفس العمر.

والبدانة مرض شائع وخاصة في بلدان الشرق الأوسط حيث يغلب الإفراط في
استهلاك الأطعمة النشوية والسكرية وحيث يسيطر الخمول والكسل على حياة
الأفراد وحيث يسود الشعور باللامبالاة وعدم الاكتراث.

وتكثر البدانة عند الأطفال وتمتد لتشمل أيضاً مرحلة المراهقة وهي تصيب الذكور والإناث على حد سواء.

أسباب البدانة:

هناك اختلاف شديد بين المختصين بالتغذية والمتخصصين في طب الأطفال
والباحثين النفسيين وهذه الفروق كلها تحمل كثيراً من الأسباب التي تسبب
السمنة ومن ثم هناك سؤال يطرح نفسه حول ماهية الأسباب الحقيقية التي تكمن
وراء زيادة الوزن وتراكم المواد الدهنية تحت الجلد وداخل الجسم.

ولكن أهم هذه الأسباب التي تؤدي إلى السمنة عند الأطفال هي:

1-الوراثة: والطفل هنا يرث من والديه عادات الطعام والغذاء كما يرث الاستعداد للسمنة وزيادة الوزن.

2- الإفراط في الطعام: ولا ريب عندنا في أن الإفراط في تناول الأطعمة
الغنية بتوليد الطاقة الحرارية هو السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى السمنة.

3-الاضطرابات النفسية والعاطفية: فالطفل الذي تجري له عملية استئصال
اللوزتين مثلاًُ تحدث عنده صدمة نفسية تنعكس على شهيته نحو الطعام فتزداد
هذه الشهية بصورة فجائية ويزيد وزنه بسرعة فائقة كذلك الطفل الذي يدخل إلى
المدرسة لأول مرة فالطفل هذا يحدث له رد فعل بسبب التغير في البيئة التي
يعيش فيها مما يقوده إلى الإفراط في الطعام تعويضاً عن الكبت النفسي الذي
يعاني منه وكذلك الطفل البائس المنطوي على نفسه والمنزوي عن الآخرين..
فهذا الولد أيضاً يصير شرهاً وذلك تهرباً من بيئته الصعبة ومحيطه
العسير... وهذا ما ينطبق على من يفشل في حياته الدراسية ومن يفشل في حياته
العاطفية من المراهقين.

4-الاضطرابات الهرمونية: وأهم هذه الاضطرابات الهرمونية:

• نقص إفراز الغدة الدرقية مما يؤدي إلى انخفاض معدل التمثيل الغذائي في الجسم.

• نقص إفراز الغدة التناسلية وخاصة إفراز الخصيتين

• الأورام الخبيثة في الغدة فوق الكلوية.

5-الاضطرابات العقلية: وهي الاضطرابات التي تنشأ بعد الالتهاب السحائي أو ما يسمى بالحمى الشوكية.

فببساطة إذا نحن استثنينا السمنة التي ترافق الاضطرابات الهرمونية كنقص
إفراز الغدة الدرقية ونقص إفراز الغدة الجنسية (الخصيتين) وكذلك الأورام
الخبيثة في الغدة فوق الكلوية وكذلك إذا استثنينا أيضاً زيادة الوزن التي
تعقب بعض الحالات المرضية كالتهاب خلايا المخ أو ما يعرف باسم الالتهاب
السحائي أو ما يسمى بالحمى الشوكية إذا استثنينا كل هذا نجد أن السبب
الرئيسي والأكثر شيوعاً بين مسببات البدانة عند الأطفال إنما هو الإفراط
في تناول الطعام.. وبما أن العوامل التي تؤدي إلى الشراهة وتقود الطفل أو
المراهق إلى الإفراط في الطعام تختلف من طفل لآخر لذلك كانت الوسائل
العلاجية الفعالة للتخلص من السمنة إنما في معرفة هذه العوامل التي تكمن
وراء هذه الشراهة وهذا الإفراط في الطعام وبالرغم من أن العلاقة المباشرة
بين ما يتناوله الطفل من طعام مولد للطاقة الحرارية وبين ما يفقده من
سعرات حرارية هي التي تسيطر على زيادة الوزن ونشوء السمنة وتكوينها عند
هذا الطفل فإن إمكانية وجود اختلاف داخلي طبيعي بين الطفل النحيف ونظيره
الطفل البدين من حيث تحديد النشاط البدني، وتنظيم الشهية نحو الطعام لا
يمكننا استبعادها وصرف النظر عنها بسهولة.

ومن جهة أخرى نجد أنه لا يوجد أي إفرازات داخلية قادرة على تغيير التمثيل
الغذائي وزيادة كمية المواد الدهنية المختزنة في الجسم إلا إذا كان معدل
السعرات الحرارية الصادرة عنه أي السعرات الحرارية التي يفقدها الجسم في
نشاطه اليومي أقل من معدل السعرات الحرارية الواردة إلى الجسم أي السعرات
الحرارية التي يحصل عليها الجسم من طعامه اليومي.

العلاج:

بما أنه ليس لدينا أي تعليل آخر للسمنة في مرحلتي الطفولة والمراهقة سوى
الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالمواد النشوية والسكرية أو المواد
المولدة للطاقة الحرارية فإن المعالجة المنطقية للسمنة تقتضي تخفف الغذاء
وزيادة النشاط الحركي أما الاضطرابات النفسية فيجب معالجتها بحكمة وروية
لنتيح للطفل أو المراهق فرصة العيش بهناء واطمئنان.

أما الأطفال المصابون بدرجة معتدلة من البدانة في سنوات ما قبل البلوغ
ليسوا بحاجة إلى أية علاج نظراً لأن أغلب هؤلاء الأطفال يتخلصون من زيادة
وزنهم بسهولة في سن المراهقة وعندما تكون عادات الغذاء عند الطفل البدين
مقتبسة من عادات والديه وعائلته فمن الواجب إذ ذاك معالجة جميع أفراد
العائلة في آن واحد أو على الأقل إرشادهم ووضع برامج غذائية لهم وعندما
نضع للطفل نظامه الغذائي في سبيل تحقيق وزنه من أجل إنقاص وزنه وإزالة
السمنة علينا أخذ حاجاته الغذائية ومتطلباته الحيوية للنمو والتطور بعين
الاعتبار؟

فالمواد الروتينية يجب أن يحصل الطفل منها على معدل 2جم لكل كيلو جرام وزن
في اليوم الواحد وأن تكون أغلبها من مصدر *****ي هذا يفضل. وأما المواد
الدهنية فيجب ألا تزيد كميتها عن ربع المواد الكربوهيدراتية السكرية
والنشوية، وعلى كل حال وبقدر المستطاع يجب تجنب إنقاص الوزن سريعاً كما
يجب فرض رقابة طبية دقيقة على كل طفل يخضع للعلاج في محاولة التخلص من
السمنة. أرجو أن نأخذ بيد أطفالنا دوماً إلى بر الأمان نحو صحة أفضل
ومستقبل أزهى.